” كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ” للإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب المتوفي سنة (1206هـ) (رحمه الله تعالى)، وهو كتاب عظيم النفع في بابه، بين فيه مؤلفه (رحمه الله تعالى) التوحيد وفضلَه، وماينافيه من الشرك الأكبر ، أو ينافي كمالَه الواجب من الشرك الأصغر و البدع. وقد اشتمل على ستة وستين (66) بابًا.
كتاب التوحيد كتاب عظيم جدا ، وأجمع العلماء (أي: علماء التوحيد) على أنه لم يُصَنَّف في الإسلام في موضوعه مثلُه، فهو كتاب وحيد وفريد في بابه ؛ لأن المؤلف -رحمه الله- طرق في هذا الكتاب مسائل توحيد العبادة، وما يضاد ذلك التوحيد إما من أصله وإما من كماله، وهذا على نحو التفصيل الذي ساق به الشيخ -رحمه الله- تلك المسائل والأبواب لذلك لم يوجد
كتاب جمع على نحو سياقته.
ولهذا طالب العلم لا يستغني البتة عن هذا الكتاب من جهة معرفته بمعانيه ؛ لأنه مشتمل على الآية والحديث، وقد شبه بعض العلماء هذا الكتاب بأنه قطعة من صحيح البخاري -رحمه الله- وهذا ظاهر في أن الشيخ -رحمه الله- جعل هذا الكتاب ككتاب البخاري من جهة أن الترجمة فيها آية وحديث، والحديث دال على الترجمة، والآية دالة على الترجمة، وما بعدها مُفَسِّر لها، وساق من كلام أهل العلم من الصحابة أو من التابعين، أو من كلام أئمة الإسلام، فهو على نسق طريقة أبي عبد الله البخاري -رحمه الله- فإنه يسوق أقوال أهل العلم في بيان المعاني.
هذا الكتاب صنَّفه إمام الدعوة ابتداءً في البصرة لما رحل إليها، وكان الداعي إلى تأليفه ما رأى من شيوع الشرك بالله -جل جلاله- ومن افتقاد التوحيد الحق في المسلمين، فرأى مظاهر الشرك الأكبر والأصغر والخفي، فابتدأ في البصرة جمْعَ هذا الكتاب وتحرير الدلائل لمسائله , ذكر ذلك تلميذه وحفيده الشيخ الإمام عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في “المقامات”.
ثم حرَّر الشيخ -رحمه الله-
كتابه وأكمله لما قدم نجدًا، وصار هذا الكتاب كتاب دعوة فهو يمثل الدعوة إلى التوحيد ؛ لأن الشيخ -رحمه الله- بيَّن فيه أصول دلائل التوحيد، بيَّن فيه معناه وفضله، وبيَّن ضده والخوف من ضده، بيَّن أفراد توحيد العبادة، وأفراد توحيد الأسماء والصفات إجمالا. وبيَّن الشرك الأكبر وصورا من الشرك الأكبر، وبيَّن الشرك الأصغر وصورا من الشرك الأصغر، وبيَّن الوسائل، وبيَّن حماية التوحيد، وما يكون به، وبيَّن أيضا شيئا من أفراد توحيد الربوبية، فهذا الكتاب – كتاب التوحيد – كتاب عظيم جدا.
ولهذا يعظم أن تعتني به عناية حفظ ودرس وتأمل ؛ لأنك أينما كنت فأنت محتاج إليه في نفسك، أو في تبليغ العلم لمن وراءك، سواء كان ذلك في البيت أم كان في المسجد، أم كان في العمل، أم في أيِّ جهة ، فمن فهم هذا الكتاب فهم أكثر مسائل توحيد العبادة، بل فهم جُلَّها وأغلبها.
- إزالة الإعلانات
- وضع القراءة الليلي
- إصلاح بعض الأخطاء